الرئيسية
وكعادتها ابت تاونات. تلك المدينة الوديعة الهادئة. في احضان مقدمة سلسلة جبال الربف. الا ان تشارك اعراس المغاربة وافراحهم. رغم نسيانها واهمالها البين. شباب تاونات اعدوا العدة للاحتفال. وقد حملوا رايات الوطن الحمراء ومزامير جنوب افريقيا. والوان وسيارات معدة للخروج بعد. اعلان صافرة نهاية المقابلة.وفي مقاهي المدينة تحلق العشرات. عشاق الالوان الوطنية خلف شاشات ل.س.د العريضة. التي تزودت بها غالبية مقاهي تاونات. لتجذب اكبر عدد من الزبائن. هو يوم كبير بالنسبة لصاحب المقهى عبد الله. وتجده حريصا بنفسه على الحضور. والاستجابة لطلبات الرواد ومراقبة العمال .
بمجرد اعطاء صافرة الانطلاق. تتعالى وشواش الموشوشين في زحمة الحماس الزائد. والتعليقات الساخرة المغلفة باعصاب مشدودة. وعيون لا تحرك ساكنا عن الشاشة. وملعب مراكش الجميل وعشبه الانيق.
اوا شوفوا على ملعب. احنا بغينا غير2 في المائة منو.
تعليق يصدر عن احد عشاق البرصا المحلية.( اتحاد تاونات) وهو يتملكه احساس بطعم مزدوج. طعم الرضا بما بلغته بعض المناطق والمدن المغربية من تجهيزات. وطعم السخط والاسف لما الا عليه حال الرياضة وتجهيزاتها بتاونات.
لكن تذوب كل تلك الاحاسيس والتشنجات وتعلو حرارة الفرحة مع هدف الشماخ الاول. وتهتز اركان المكان وتنقلب المقهى الى سوق من الضوضاء والهرج المريب. الذي سرعان ما يخفو وتعود اجراس الانذار لتقرع. بعد هدف تعادل تانزانيا. وتافف يعلوا سمات بعض المعلقين. في حين. التزم بعض الرواد السكوت التام وانخرست السنتهم. بمجرد ما وضعوا ارجلهم بالمقهى وانكفئوا حولى قهوة ثقيلة يرشفونها باذواق باهتة. وسجائر متوالية طيلة شوطي المقابلة.
توالت المحاولات. وتوالت تسربات لاعبي المدرب المخضرم غيتس. وتوالت معها موجات تسونامي الجماهير في كل مقاهي الفيلاج. حتى ان لغطها و اصوات مرتاديها. كان يسمع من بعيد.
فرصة ذهبية لبنات المدينة للجلوس في ادراج العمالة السابقة. بدون عيون متصيدة وشباب نزق يمارس لعبة التحرش المسائية. وحتى المتجولات في شارع المقاهي. ذوي الميولات الاخرى لم يتلقين في تلك الامسية. الحارة من امسيات اكتوبر2011 الساخنة. اي تنويه ولا تشويه. فالكل غارق الى اخماصه في متعة الكرة. وحلم التاهل. وحدهم مرتادي مسجد تاونات المركزي. ابوا الا ان يقطعوا شريط المقابلة والتوجه الى بيوت الله. فالصلاة عماد الدين. ولا يمكن باي حال من الاحوال تركها. لمتابعة مقابلة. ولو في حجم مقابلة الاحد الماضي.
هدف تاعرابت العائد. فجر كل حماس منطفئ. وهز المدينة الساكنة هزا. وتنفس بعضهم الصعداء. وعلا الدم محياهم من جديد. وارتشف البعض الاخر قهوته. بعد ان كاد ان ينساها. من فرط تعلق حواسه و غوصه مع المقابلة وحركاتها. وجاء هدف المخضرم بوصوفة. الحاسم لكي يزكي قوة المنتخب المغربي. وفرج عن كثير من الجماهير المكتئبة وحل عقدتها. وانفرجت اساريرها.
منهم مباشرة بعد الهادف الثالث. فضل. استبدال مكانه والخروج ليتنفس هواء نقيا وينتظر اجواء ما بعد النصر.
صافرة نهاية المقابلة. كانت بردا وسلاما على كثير من المتفرجين. وانطلقوا واطلقوا عنان منبهات سياراتهم. واخرون رفعوا شعارات الولاء والاخلاص للوطن والملك والكرة.
بعض سيارات الامن كانت تتجول في ارجاء المدينة. وفضل بعض رجال الشرطة تحية بعض المنتشين واخرون واجمون. لا بعرفون كرة ولا عبو الريح.
هي اذن فرحة المت باهل تاونات وغيرت مشهدهم الروتيني. لتعود تاونات الى سباتها. ويعود اهل مزيات الى احلام زيتهم وحسابات زيتونهم. القريبة..
